الحلقة الثالثة شحادين بفهم

شحادين بفهم
بقلم طارق الجزولي
الحلقه الثالثه

كاد سيد ان يطير فرحا بعد ان رفع هاتفه و شاهدالاسم المكتوب علي الشاشه ضغط زر الاستقبال اتاه صوت انثوي : الو
سيد : الو
الانثي : انت سيد الامين سيد
سيد : اي انا
الانثي : انا صفاء من وكالة عمارق انت قدمت معانا بتطلب وظيفة و حاليا لقينا ليك وظيفه في ليبيا و راتبها حلو شديد فانت لازم تكمل اجراءتك خلال اسبوع عشان تستلم الوظيفة ما يسبقك بيها زول غيرك
كاد قلب سيد ان يتوقف و هو يسمع ان الفرصه التي اتته قد يخطفها اخر لا توجد افضليه له عليه الا انه كان اسرع : خلاص مافي مشكله بجيك في اليومين الجايات ديل
الانثي : بانتظارك استاذ سيد المبلغ زي ما اتفقنا سلام عليكم
سيد : اكيد طبعا مع السلامه
انهي سيد المكالمة واتصل علي ابيه حكي له ما سمعه من صفاء
الامين : ليبيا شنو يا ولد انت جنيت انت ما عارف الايام دي مالها ليبيا ، ظهر فيها واحد قبل كم يوم اسمو منو ما عارف عاوز يعمل انقلاب بس ما نجح و البلد مكركبه
سيد : يا ابوي دا في حتتات صغيره ما كبيره ما المدن الكبيره ما تخاف بعدين الاعلام دا بكبر الامور ساي و الله
الامين : و الله راسك قوي بشكل انت يا ولد ما حتسمع كلامي لما تخت ليك شئ في دماغك دا ، طيب امشي اول اسال عن الوكاله دي مضمونه و لا بتجي تقول لي ابوي الوكاله طلعو محتالين .و تكون ضيعت القروش
سيد : لا يا ابوي انا سالت عنها كتير و قالو ناس ما فيهم كلام
وصل حمد الي مدينته عائدا من الخرطوم بعد المعاينات لم يكن متفائل كذلك لم يكن متشائم فالامر عنده ابعد من اللهفه و القلق فقد ادي ما عليه و لا يهمه النتيجة في اول معاينه كان قلقا يسال عن النتيجة كل يوم حتي ظهرت النتيجة و وجد انه ممن يقال لهم حظا افضل المرات القادمه عرف لحظتها ان هنالك عدة مرات لا يعرفها لكن اغلب الذين يحاولون تطيب بخاطره من لم يحصل علي وظيفية يتحدث عن مرات و ليس المره القادمه اتصل عليه بعد اسبوع صديقه مهدي
مهدي: يا فردة اخبارك شنو مختفي كده يا عمك لا كلام لا الو ؟
حمد : تقول شنو ياخ و الله نوم بس
مهدي : يا اخوي انت دائر الجد و لا هظار
حمد : الجد طبعا
مهدي : القصه بايظة نحن الافضل نسافر نغترب كم سنة و نرجع نعدي من الفقر الطاحن
حمد : انت قائل السفر دا ساهل كده بس
مهدي : يا زول اسي عندي قريبي سافر امس دي عقد عمل في السعوديه اشتراه من وكاله انت استعد بس و ارح نمشي نعمل لينا قروش
حمد : انا دا غايتوز قاعد في البلد دي ما مسافر القصة ما قصة قروش ولا عطاله انا البلد دي ما بقدر علي فراقها يومين
مهدي: بطل كلام الشعراء دا
*************************************************************************************
الشمس اليوم في بورتسودان وصلت لدرجات عاليه الجميع يشتكون منها لكنها لم تمنع عمال المينأ من مزاولة عملهم فهم يكسبون رزق اليوم باليوم اي توقف عن العمل سيكون علي حساب دخلهم في وسط هولاء العمال كان احمد يعمل بجد نسي نفسه و نسي الالم كان هدفه يسيطر عليه تماما جلس تحت ظل احد البواخر مسح حبيبات العرق سيطرت عليه فكرة النوم قليلا ليرتاح رغم صعوبة النوم في مثل هذه الاجواء الا ان التعب من طول العمل في هذا اليوم سيجبره علي النوم و لو للحظات لكن الفكره ماتت فقد هب واقفا و كان احدهم دفع نشاط في عروقه عندما سمع ان هنالك مخزن قد فتح بغرض شحن باخرة بضاعه تستعد للسفر .
في وكالة عمارق للسفر
سيد : اهو دا الجواز حقي كده و دي نص القروش زي ما اتفقنا و النص التاني بعد الجواز يطلع من السفاره صاح
صفاء : اي استلمت المبلغ و بدات في عده بعد ان انتهت اي كده مظبوط ما عندك تاني اي مشكله
سيد : الجواز بطلع متين ؟
صفاء : و الله ما معروف بالضبط دا حسب السفاره هنا
سيد : طيب ما قلتي لكن الوظيفة ما بتنتظرني
صمتت صفاء لحظه لياتي صوت احدهم داخل الي المكتب : لا ما تخاف مدام دفعت نحن حنتصل عليهم وورقك الليله بنسفرو ليهم عشان يعتمدوك
وقفت صفاء و مدت يدها : اهلين استاذ بكري
بكري : اهلين صفاء
صفاء ملتفته لسيد : دا مدير الوكاله
سيد : عظيم الشرف
بكري : اهلا نحن طبعا بنشجع الشباب للهجرة و دا فيه خير كبير للشاب و لي الوطن كمان لانو بدخل ليها عملة صعبة و ..
سيد : معليش عندي سؤال اخير
بكري : اتفضل اسال نحن نجييب عن كل الاستفسارات و اهم حاجة عندنا راحة الزبون بعدين سمعتنا نحن اهم حاجة ، اشار بيده لبعض الصور و الشهادات الاكرامية من جهات كثيره.
سرح سيد ببصره في الحائط فلاول مره يركز فيها لم يكن تفكيره بالسفر يجعله يركز في امر اخر : يا استاذ سؤالي في معايانات و لا لا ؟
بكري : ما طوالي مرات بتتعمل و مرات في حالات زي حالتك دي ما بتحتاج لانو تقديرك العام و تدريبك كفايه
خرج سيد بعدها راضيا عن نفسه تماما و قد ذهبت كل مخاوفه
*************************************************************************************
ظهرت نتيجة المعاينات و لم يكن مهدي و حمد من ضمن المختارين وكذلك الحال بالنسبة لاحمد و سيد كان سيد يستعد للسفر لذا لم يهتم للامر كثيرا بل انه حتي لم يعرف النتيجة الا بعد ايام ،اما منزل احمد فكان الامر يختلف تماما جلس مع والده
الاب : يا ولد انت شغل المينأ دا لي متين كده انا علمتك عشان تبقي عتالي معانا
احمد : يا ابوي انا شغال عشان ما عاوز اكلفك انا بجهز قروش مسافر برة البلد دي
الاب : سفر شنو انت يا ولد نحن عاوزنك قريب علمناك عشان تكون لينا سند
احمد : البلد دي كده ،اسي المعاينة القلت اسافر ليها ما شالوني بعد دا خلاص لازم اسافر مافي حل
الاب : ما شالوك كيف مش قلت جاوبت علي السؤال
احمد : يا ابوي خلاص بس انا بقي ما عندي حل غير كده
الاب : ربنا يفتحا عليك يا ولدي دنيا و اخره ، تحرك الاب قبل ان تنزل دمعتين منه
مر اسبوعان و ما زال الجواز في السفاره
سيد و الغضب ظاهرا عليه : يا صفاء انتي قلتي الوظائف بداية الشهر اسي باقي اربع يوم بس و مافي جديد ناس البيت في اليوم برضبو لي عشرة مرات عديل كرهوني اي زول يلقاني ما قلت مسافر
صفاء : لو ما طلع الليله عندنا ليك طريقه بنسفرك بيها ما تخاف بتلحق الوظيفه
سيد : طريقه تانيه كيف ما فاهم
صفاء : لي نهاية اليوم اصبر انت ربنا يسهل جوازك حيطلع باذن الله بعدين الناس ديل لما تصلهم هناك هم حيكملو ليك كل الاجراءت حقتك فما تخاف طبعا دا في حالة الجواز ما طلع الليله
سيد : لا عاوز اعرف طريقه تانيه كيف
صفاء : حنسفرك مع كم نفر كده بالبر و دي ما اول مره نسفر و زي ما قلت ليك ناس الشغل هناك بكملو ليك اجرءتك
سيد: يعني بالتهريب
يتبع ان شاء الله