الحلقة الخامسة شحادين بفهم

شحادين بفهم
بقلم طارق الجزولي
الحلقه 5
فضلاء شاركنا بتعليق هادف للنقاش و لا تحرمنا من اعجاب
وصل حمد الي مديينته طوال الطريق كان تفكيره في حديث صحبه لهعبر الهاتف ان بنت خالته قد تقدم لها عريسا و الزواج بعد شهر فقط ،، اظلمت الدنيا في وجهة فهو يحبها لدرجة خياليه لا يتصور ان تكون لاحد غيره حتي فترة الخصام التي بينهم كان يامل ان تكون فترة و ان طالت تنتهي بهم كما كانو اوووف تبا للظروف التي بسببها سيحرم من حبه الاول و الاخير ان كان في اول الامر لا يريد السفر ثم غير رايه هربا فهو الان اصبح يحتاج لان يسافر من اجل جلب الكثير من المال فقط لتعرف انه يمكن ان يحصلا عليه يجب ان تندم علي قرارها هذا بل يجب الا يتم هذا الزواج، دخل الي المنزل استقبلته والدته
الام : يا حمد حمد الله السلامه خوفتني امس ياخ مالك قفلت التلفون علي امك
نظر لها حمد طويلا قبل ان يقول لها : يا امي ليه ما عملتي حاجة ما كلمتي خالي مالك ؟
الام : اقول لي شنو البت هي الرافضاك ما ابوها و انت اقتنعت من انو خلاص دي مرحله اتعدت تاني مالك يا ولدي عليك الله ربنا يرضي عنك ... قطعت حديثها بعد ان انزل الحقيبه و خرج دون كلمه جرت خلفه يا حمد اقيف يا حمد ماشي وين انت ؟
لم يقف حمد و سار في الطريق بخطوات مسرعه كانه يسابق الزمن في الوصول لامر ما
الام : يا حمد ما تجنن عليك الله دخلت لوالده تبكي
الاب : في شنو؟
الام : يعني ما سمعت الجوطه دي كلها ؟
الاب : جوطة شنو ؟ قولي بسم الله
الام : ولدك جاء ورمي شنطتو و مرق باقي لي مشي علي ناس اخوي
الاب : اخوك المطرطش خلي اليمشي ليهم عشان يدقو ذاتو و يريحونا لو كتلو زت
الام : اخوي مطرطش كيف يا ...
قاطعها : اي كما مطرطش كيف يخلي بتو اصلا تفكر في ولدك الفاشل دات اكلو قروشي الكنت بديها ليه و لما اتخرج وقطعت منو المصروف قالو لي مع السلامه
الام : اووووه انتو البيت دا لو ما خليتو ليكم ما برتاح
كانت بنتاها تقفان بالخارج ازاحتهم واسرعت بالذهاب للمطبخ و الدموع ينزلن من عينيها ، اما البنتين فيظهر عليهما الحزن من جراء ما يسمعن طوال الوقت من الشجار بين والديهما فهذه ليس المره الاولي بل يتكرر هذا المشهد كثيرا
وصل حمد الي منزل خاله ضرب الباب فتح له خاله عندما شاهده ابتسم له و صاح : اهلا اهلا بي حمد
ولدي حمد الله علي السلامه متين شرفت ال..
قاطعه حمد :خلاص سمعت كلام مرتك و جبتو عريس لفوزيه
الخال : يا ولدي عيب كلام مرتي شنو بعدين قول خالت...
قاطعه مرة اخري: ما خالتي و لا بعرفها و بعدين انا ما ولدك و لا بتشرف انا ابوي في البيت انا عارف هي من زمان بتكرهني لي ما عارف عشان طلعت ناجح ما زي اولادها و قرئت هندسة بس ما كنت متخيل انها بتمشيك و ..
اسكته كف ضربه له خاله : انت قليل ادب و فعلا انا غلطان من زمان
حمد : انا الغلطان بس جيت اقول ليك و الحمد الله ياها مرتك واقفه وراء الباب بتسمع دي
التفت خاله ليجدها فعلا خلف الباب واصل حمد : انا حاشتغل و اجيب قروش و حتندمو علي عملتكم دي و من هنا تاني لو واحد فيكم قرب لي بيتنا يلوم نفسو و المف دا برجعو ليك ان شاء الله
و اسرع حمد دون ان يترك لخاله فرصة الرد
************************************************************************************
تحركت السيارة التي علي متنها سيد فجرا قبل صلاة الصبح كانت من نوع اللاند كروزر من الفاشر متجهة شمالا في طريقها الي ليبيا يعتبر هذا الوقت هو الانسب فما بين تفضيل السفر في الاوقات البارده خوفا من الشمس المحرقه في الصحراء هذا غير اختيار الاوقات التي تكون اقل رقابة .
كان سيد يعيش في رعب و خوف جراء القصص التي سمعها عن التهريب فقد حكي ان كل عشر سيارات قد تتوه منها ثلاثه وربما تتعرض اثنتين منها لهجوم من قبل النهب و ربما تتمكن السلطات من القبض علي اربعه و كل الخيارات بالنسبة له كارثه و مصيبه ، اتصل عليه والده مرتان لم يخبره ان في الفاشر لكنه كذب عليه انه استلم الجواز و تبقي له فقط السفر في اي لحظه بعد ان يتم الحجز و كان اباه مصمم علي معرفة كل صغيره .
الوالد : يا سيد الجواز طلع تاني حجز شنو مفروض تكون منتهي من كل حاجة لو ما سافرنا نحن عندنا ناس كتار سافرو قبل كده
سيد : يا ابوي اي بس لانو ناس الوكاله كانو ما عارفين بالضبط متين الجواز يطلع
الوالد : ما مقتنع غايتو انا بكلامك دا ؟
استمر الحوار طويلا الاب يحاول ان يعرف ان كان ابنه يخدعه اما لا و سيد يحاول بكل الطرق ان يتماسك
عاد سيد الي الواقع علي صوت السائق : يا شباب معليش العربيه دي وحلت انزلو ندفرها سريع اصلو السفرة
دي شكلها فيها عارض و الله .
نزل الجميع مع همهمات من الركاب علي السائق الذي ربما يكون جديد او كما قالو الركاب
*******************************************************************************
حمد : يا امي انا خلاص ما عندي تاني قعاد في البلد دي
الام : كدي اسي نحن في المصيبة العملتها امس لينا دي
حمد : مصيبة شنو العملتها هو وراك الما عندو دم مفترض يخجل
الام : دا اخوي ما تنسي
حمد : خليه هو و لا واحد من اولادو يعتبو البيت دا و لا واحده من البنات ديل يمشن ..
صاحت اخته : بنمشي و بنمشي و قطعت حديثها بعد ان نزلت عليها يد حمد بضربه علي وجهها جلست ارضا و هي تبكي
الام : يا ولد جنيت
حمد : و قسما بالله بس كدي واحد منك يمشو او واحد منهم يجي هنا امي حره تمشي علي كيفها
طوال الحديث كان والد حمد راقدا في عنقريب و امامه كباية شاي الصباح لم يتدخل او يقل اي كلمه بل كان ببصره يجول بينهم .
حمد : يا امي اسي انا عاوز لي عشرين مليون للعقد و..
الام : من وين يا فالح انا حق المواصلات بعد تعب حتي ابوك يديني ليه
حمد : امي الكلام دا علي انا بيعي الدهب او الارض و ..
الام : وب علي عاوزني ابيع الارض الوصاني عليها ابوي ما ابيعها و اعمرها
حمد : طيب الدهب يا امي
الام : دهب شنو كمان دي الحاجة الوحيده الفضلت لي من المرحومه حبوبتك
حمد : يا امي و الله اول سنتين اعوضك كل تعبك دا
الام : تعب شنو انت قليل ادب كفاية العملتو في خالك
استمر الحوار بموافقة الام علي ان تعطي حمد المبلغ .
*************************************************************************************
في بورتسودان كان احمد يودع اسرته متجها للخرطوم باحثا عن طريقه للخروج من السودان
والدته و الدمع قد غلبها : يا ولدي ما تنسي كل القلتو ليك و لو لقيت طريقة قبل تسافر تعال ودعنا
الاب عانق ابنه وبكل ما يملك من قوة كان متماسكا : يا ولدي زي ما قلت ليك انا كل امالي عليك بعد ربنا و لو ما الظروف سفرتك ما عاوزها انت سندي المنتظرو
احمد : يا ابوي بوعدك انا ما حاطول اول ما اغير الوضع بس اعمل مصدر روق لينا .
الام : يا ولدي كلهم بقولو كده المشي قبل تلاتين سنه و ما رجع و عشرين سنه و ما رجع قالو قبل يسافرو كده .
لم يجد احمد بد الا ان يسرع الي البص تاركا افراد اسرته في نهر من الدموع
*************************************************************************************
توقفت سياره رباعية الدفع تضع مدفع خلفه ثلاثه اشخاص وقفت امام السايرة اللاندكروز و اشار احدهم الي سائق اللاندكروز بالتوقف و الاخر يضع يده علي زناد المدفع
الي اللقاء في الحلقه القادمه