الحلقة السادسة شحادين بفهم

قلم طارق الجزولي
6
نزل ركاب السياره في الصحراء و الخوف هو الشعور المشترك بينهم
احد ركاب السيارة رباعية الدفع( اصفر طويل نحيل طويل الشعر يلعب به الهواء في تلك اللحظه، من الشكل يبدو عليه انه ليبي يوجه سلح نحوهم و بصوت عالي يحمل تهديدا : توا الحين اصطفو جميعا
اطلق اخر مجموعة من الرصاص علي الهواء قبل ان يقول : اترصو سريع ما سمعتو الحين كلامي
اسرع الجميع وقفو جوار بعضهم البعض ورغم كل هذا كان صاحب السيارة يجلس بهدوء علي مقعده
نزل احدهم يركب في السيارة الرباعيه وبخطوات واثقه ذهب لسائق السيارة و مع نزوله صمت جميع ؤكاب السيارة ؤباعية الدفع احتراما له تحدث معه لدقائق بصوت هامس الاغلبيه يريدون ان يعرفو ما الذي يقولانه قبل ان يقطع املهم هذا بصوت عالي " جميل يا ابو مصعب توا الان انت رووح اهلك
و كانه ينتظر هذا ما ان سمع اخر الجمله ادار المحرك و بسرعة غادر حتي ان الغبار الذي تكون بسبب السرعه التي انطلق بها جعل الجميع يصاب بموجة سعال
الشخص الذي تحدث مع السائق : كح كح كح كح كح هلا بالكل لو اتعاونا مع بعض كل الامور راح تكون سريعه و هينة راح نرتاح كلنا والا فالبحصل مش خير ابدا ابدا صمت لحظات ومر بهم جميعا و اغلبهم كان يرجف رعبا و لا احد يتحدث واصل حديثه : يا ابو عبدو اسقيهم ميه الحين شكلهم ما شربو من الصبح
قام ابو عبدو يحمل قربة مر عليهم جميعا اعطي كل واحد منها جرعات قليله
واصل الرجل : الحبن اكرمناكم انتو في الحدود ليبيا من هون تسعه كيلو فقط
مع حديثه هذا الامل عاد للاغلبيه بعد لحظات من الخوف
واصل الرجل : انتو طبعا ما عندكم وثيقة دخول وهذا مخالف للقانون لو العسكر طب كل واحد راح يقعد سنتين في السجن بس زي ما قلنا لو اتعاونا ماف حد يجيه مشكله ما بعرف خبروكم ولا لا بس انا عاوز من كل واحد خمسمائة دولار بنقبل قيمتها بالسوداني و الليبي و المصري اصلو نحن ناس حدود بنروح كل الدول هون علي الخط العندو يطلع يقيف جوار ابو عبدو اللي اكرمكم بالميه و حندخلو ليبيا اليوم
خرج ثلاثه افراد فقط
واصل الرجل : انا بيطلقون علي السفير علي بعد ثلاثه كيلو من هون علي الشمال قوات الحدود الليبيه يمكن في اي لحظه يطلون علينا يعني ما راح نقعد كتير لو بقيتو هون قلتو تدخلو ليبيا راح يمسكوكم زي كتير غيركم كل السجون في الكفره فيها منهم من جنسيات و دول كتيره مختلفه و لو جلستو في مكانكم فالمقاتلين ضد الحكومه عندكم راح يمرون من هون مرات ما بعرف ليه بس بيمرو من هون زي ما قلت اخر كلام الحين العندو يدفع و الما عندو حنخليه هون.مالنا صالح بيه و الذنب علي اللي جابكم
خرج اثنان اخران ثم وقف سيد ادار راسه في كل الاتجاهات لا شئ غير الرمال و بعض من الجبال :بس يا سفير نحن ما اتفقو معانا علي كده و كل القروش دفعناها هنا.....
قطع حديثه بضربه علي راسه من احد الليبين بمقعد السلاح
السفير : ما حد يتكلم العندو قروش يطلع الما عندو قروش يسكت ايه اتفقنا دول اتفقو معاك علي التواجد و السفر في السودان ما داخل بلدنا هم ما ليهم صلاحية عندنا هون ، بتحبو تعملون عندنا بدون وثائق و من غير ما تدفعو ايه الطمع تاخدو فلوسنا من غير حق الان اترككم و اروح، تحرك نحاية السيارة
لو سمح لي السفير كان هذا بكلمة كان هذا شخص اخر يطلق عليه ابو زايد
السفير : ايه ابو زايد
ابو زايد بقول انو عندي حل الناس دول لو يعرفو اهل في ليبيا يدفعو ليهم نقوم نحن ناخدهم علي الزريبه يقعدو لحدي ما يدفعو ليهم الفلوس
وقف السفير يحك راسه ويحرك في شعره قبل ان يسالهم ايه بتقولو في حديث ابوزيد
هز راسهم جميعا بالموافقه
السفير : لو ما خاطر ابو زائد ماني عاوز اخدكم طيب الحين انتو راح تتخبو في هداك الجبل و قبل بداية الفجر بساعة حيجي واحد ياخدكم راح نترك لكم الميه بس اعرفو لو مشيتو اي خطوه راح تسجنو او تموتو ثم اشر للذين سلمو المال انتو حتمشو الحين عندنا سيارة قريبه فيها براميل ميه حتدخلو فيها و ما حد يخبركم
*************************************************************************************
انهي حمد و مهدي كل اجرءات السفر من استلام الجوازات بعد ان وصلتهم التاشيره و التذاكر
في الوكاله احد الموظفين : و الله انتو محظوظين كل الامور معاكم مسهله شكلو امهاتكم داعين ليكم
مهدي: الحمد الله
الموظف : السفر بعد اربعه ايام التذاكر اتحجزت عندكم اربعه ايام تعملو العاوزنو تودعو اصحابكم و حبايبكم وكده
و بعد ان خرجو من الوكالة ضحك حمد بفرح : اخيرا يا مهدي شكلو الحظ حيجي علينا
مهدي : من زمان بقول ليك نسيب البلد دي و تاني عوجه ما بتجينا انت الكنت بتتحجج بكلام وشعر غريب
حمد : يا زول سيبنا ما تنكد عيشتنا خلاص خلينا نمشي و نحن فرحانين ما عاوزين نتزكر كلام زي دا
مهدي : طيب يا حبيبنا انا افارقك هنا ماشي كم مشوار خلاص الزمن بقي ما حقنا
حمد : اي اي قول ماشي للجماعه يا بكاش انت
*************************************************************************************
وصل احمد الي الخرطوم و امال الدنيا كلها يحملها نعم هو مسافر لكنه لن ياخذ زمن كثيرا فاسرته تنتظره لقد كبر اباه و من حقه ان يكون بجانبه في كبره فقط يريد ان يؤسس لهم منزل و مصدر رزق وسوف يتزوج بنت عمه التي انتظرته كثيرا لم يقابلها فقد سافرو الي كسلا لقضاء الصيف هربا من نار بورتسودان في ذا الفصل و هو كان يفضل هذا فلا يتحمل لحظة الفراق معها يكفيه امه و ابيه و اخوته لقد اتصلت به تلفونيا وبكت كثيرا و حاولت ان تستجديه ان يزورهم في كسلا قبل ان يسافر لقد بكت وحاول ان يتمالك نفسه لكن بعد ان انهي المكالنه بكي كثيرا
*************************************************************************************
في منزل سيد كانت الام قلقة جدا علي ابنها
الام : يا حاج ولدك ليو يومين ما اتصل و تلفونو مقفول انا قلقانه و الله
لم يرد بل ظل والده يتصفح في احد الصحف
الام : يا حاج انا بتكلم معاك
رمي بالجريده و بغضب : اعمل ليك شنو اقول شنو تلفونو مقفول انا لا عارف ليه مكان و لا اي عنوان
الام : ربنا يصبرني
الاب : دا كلو من عمائلك و دلعك ليه
الام : اتقي ربنا يا حاج انا ما دلعتو
الاب : لا دلعتي
الام : اسي خلينا في مصيبتنا ما نتاقس
الاب : انتي البتحبي النقاش ما انا الولد دا بعدين جاب القروش من وين مش انتي الدفعتي اصبري خلي يسافر طيب يمكن يبقي زول نافع بعد يطلع
الام : كلامك و احباطك لي دا المنزلو في الارض بعدين ما دفعت القروش دي بعد بقي مافي فاشده وصمم يسافر لو ما دفعنا كان شرد بالصحراء ساكت
الاب : اسي الله يستر ما يكون غشوه و شالو قروشو اصلو هو عمرو ما بيعرف يميز غير الفي الكراس بعدين الوكالات دي فيها الصحي و فيها المحتالين
*************************************************************
داخل الاراضي الليبيه وبالتحديد فيما يطلق عليها الزريبة جلس جمعا كثيرا من السودانين و اجناس اخر لم سلو اليها جميعا برفقه سيد ، لكن هي عبارة عن مكان كالمخيمات التي تبني للاجئين و هي اكثر سؤاء منها يعيش عليها القادمون دون اوراق و قبض عليهم من قبل تجار التهريب بعد اتفاق يتم من الطرفين تكون خارج حدود المدن عادة يحسب عليك المده التي جلستها و الاكل يعيش فيها المتواجدون حياة هي اقرب لحياة البهائم منها للانسان وضع حولها حرس كثيف من يحاول الهرب توجد قناصة تقوم باطلاق النار عليه فتصيبه بجروح و يقبض عليه.
وصل احد الاشخاص برفقة السفير دار حول المكان ثم صاح السفير : هدوووووووووووووووووؤ يا بهائم انتو اسكتو الحين فاكرني حاصبر و انتو تاكلو وتشربو مجانا و ماف واحد منكم اتصل علي معارفو او رجاله من اهلو احب ابلغكم معلومتين الاولي انو قعادك و اكلك هون علي حسابك يعني كل يوم يمر المطلوب منك راح يزيد و العاوز يتصل يبقي احسن عمل خير كتير بس كمان الاتصال محاسب عليه و المعلومه التانيه انا رحت علي كل الدول القريبه يعني اتكلم لغتها و اعرف طبائعها فالسفير ما يتخدع من حدا ابدا انتو طول الوقت ما سمعتو انا اتكلم بلغتين او تلاته في اي جمله انا اطلقو علي السفير لاني عشت في دول كتير كاني سفير متنقل من بلد لبلد متل السفراء
اضاف الشخص الاخر : السفير سال عن الصبر و ما حدا رد الحين اعرفو اي حدا يكمل عشرة يوم بنخلي يخدم اشغال كتير ناخد فلوسنا العليه من اكل وشرب وسكن و نسلمو العسكر و اليحصل بعديها ما لنا صالح بيه
.السفير : الحين اي حدا اتصل باهلو يخرج القسم التاني من الزريبه
كانت ما يطلق عليها الزريبه مقسمة لجزءين اتنين قام عدد من المتواجدون ناحية الزريبة حدث هرج لينزل البعض بالسياط و قامو بضربهم حتي صمتو جميعا .
السفير : الحين نحن عاوزين نفهم ايه الحكي بالنسبة للناس الفضلت هون لي هم ما بتصلو باهليها ما عندكم معارف مافي حدا بيدفع فلوس حتي تخرجو من هون ؟
الشخص الاخر : اللي عندو حد من معارفو ويحفظ رقم جوالو يجلس من الناحيه اليمين و المات يعرف ليه
حد وما يحفظ رقم يبقي في مجلسو
انقسم المتواجدون لقسمين كما طلب منهم و ظل سيد في مكانه
السفير : توا ايه اعمل انتو بتكذبو علينا و انا ما احب الكذابين في الصحراء عند السودان قلتو انو ليكم اهل هون و توا الحين ساكتين و ما عندكم اهل و بتاكلو و تشربو التفت لاحد الحراس هات البندق يا رجال هات البندق سريع
انتهت الحلقه الي اللقاء ان شاء الله